يبدو الاسم ذو مذاق هندي/فارسي ما، أقرب للفظة شهريار، لكن ما باليد حيلة!
فاكهة Cucamelon والمشتقة من Cucumber + Melon موجودة بالفعل، ولا بحضرني دمج أفضل لكلمتي خيار وبطيخ إلا بجعل الخاء المشتركة حلقة وصل. هل لديكم اقتراحات أخرى كاسم لهذه الفاكهة رائعة الشكل؟
في عصرنا، عصر الحواسيب والدرونز والمفصليات المعدنية والبلاستيكية التي تدعى روبوتات، صارت رؤية شيء طبيعي جميل وجديد أمر مبهر يطيح بعقولنا! هل ترون هذا السنجاب الصغير كيف يتنقل بين الأشجار وكأنما يطير؟ ما أروعه! ماذا عن تلك الذرة اللامعة الملونة بألوان الطيف؟ حقيقية تقول؟ يا للهول لا أصدق هذا! لا تقل لي أن ذلك الطفل الرضيع قد مص اصبعه للتو في وهن! هذا شيء غريب … وجميل ونقي! كيف يوجد جمال بعيد لا يشمل هاتفي الحديث والرفيع ذو الحواف الناعمة، أو حاسبي الفتّان ذي الشاشة الثرية والألوان والمعالج الجبار الذي لا تسمع صوته؟! من يصدق أن بإمكان المرء التحديق في صورة ذلك الطائر البري أو قاع ذلك الحيد المرجاني ليأسره المنظر تمامًا بعيدًا عن صور إنستجرام الملتقطة في قاعات مولات التسوق أو ملاعب كرة القدم أو التسمر أمام شاشات التلفاز؟! هل فسدت أذواقنا فعلًا؟!
يمكن للأذواق أن تفسد بالطبع، لكن الأرواح لا تبلى بسهولة؛ لذا سنستمر دومًا في التأوه إعجابًا وحبًا بكل ما هو بديع الصنع، نقي وطبيعي من مخلوقات الله، مهما كان بسيطًا أو غير مهم بدرجة أهمية عالمنا الصناعي الذي ندور في فلكه ليل نهار.
هكذا يمكنكم تفهم لماذا أحب هذه المخلوق الصغير التالي! فهو ليس لطيف الشكل فحسب، وإنما يمكن أكله وهو لذيذ الطعم كذلك!
البيطخيار Cucamelon يعد نوعًا من الخيار بطعم حمضي، ويعرف كذلك في المكسيك وأمريكا الوسطى باسم القثاء الحامض المكسيكي أو بطيخ الفأر. ينمو البطيخيار إلى ما يقارب حجم حبة العنب الواحدة، وتبدو في الشكل أقرب لبطيخ صغير لطيف.
تقول لي أنه هكذا ليس فاكهة وإنما من الخضروات؟ حسنًا، هذه إشكالية أصيلة أخرى ضاربة في الثقافات العربية/الشرقية. الخيار كما الطماطم ليس من الخضروات وإنما من الفاكهة! نحن نتكلم هنا عن التصنيف العلمي، وليس وفقًا للثقافة الدارجة بالطبع؛ فما اعتدنا عليه هو تصنيف كل ما كان طعمه حلوًا أو حمضيًا نتناوله على سبيل التحلية بأنه فاكهة. لكن الحقيقة أن كل ثمرة تحوي بذورًا لنبات ما تدعى فاكهة! هكذا فالباذنجان، الكوسا، الخيار، الفلفل، والقرع والطماطم تعد جميعها فواكه وليست خضراوات.
وبالعودة إلى البطيخيار، نجد أنه يمكنك في الواقع زراعته في شرفة منزلك، فقط احرص على وضعه في إصيص عميق قليلًا لأن نبتته مولعه بالتوغل بجذورها في التربة؛ وستحصل في النهاية على الكثير من الثمار اللذيذة في لكل شجيرة صغيرة للبطيخيار!
أي اقتراحات أخرى كاسم لهذه “الفاكهة” هي موضع ترحيب بالطبع! في انتظار إبداعاتكم اللغوية…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق